عملية التكميم إحدى أشهر عمليات السمنة التي تُساعد على إنقاص الوزن بدرجة كبيرة، وهي عبارة عن قص الجزء الأكبر من المعدة الذي يحتوي على الخلايا المفرزة لهرمون الجوع وترك جزء صغير منها، وبالتالي يشعر المريض بالشبع لفترات طويلة بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
ولكن، كأي عملية قد يرافق التكميم بعض المضاعفات، ومن أهم مُضاعفتها التسريب بعد التكميم.
في هذا المقال، سنُناقش مشكلة التسريب بعد التكميم على نحو مُفصّل من حيث ذكر الأسباب والأعراض ووسائل العلاج، كما نوضح متى يزول خطر التسريب بعد التكميم.
ما المقصود بمصطلح “التسريب بعد التكميم”؟
التسريب من أخطر المضاعفات التي قد تحدث بعد عملية التكميم، عندما يكون هناك ضغط زائد على المعدة، ووجود ثقب أو فجوة في مكان إغلاق المعدة (أي تدبيسها) بعد تكميمها.
يُؤدّي هذا الثقب إلى تسرب محتويات المعدة، مثل العصارة الهضمية والأطعمة إلى التجويف البطني، مما قد يتسبب في مضاعفاتٍ خطيرة، مثل الالتهاب، العدوى، فشل الأعضاء، وتسمم الدم.
تعرف على: الخمول والتعب بعد التكميم
اسباب التسريب بعد التكميم
من أهم اسباب التسريب بعد عملية التكميم الآتي:
- عدم الدقة في تدبيس المعدة أو استخدام تقنيات جراحية غير مناسبة؛ نتيجة لإجراء الجراحة مع دكتور غير متخصص.
- تناول كميات كبيرة من الطعام، مما يضغط على المعدة ويسبب التسريب.
- عدم الالتزام بالنظام الغذائي المحدد من قبل الطبيب، وتناول المريض الأطعمة الصلبة بعد فترة قصيرة من إجراء العملية.
- معاناة بعض الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري الذي يزيد من معدل تدفق الدم إلى الأنسجة، ويزيد من فرصة حدوث التسريب.
- عدم الإقلاع عن التدخين رغم تحذير الطبيب، وهو ما يؤثر بالسلب في التئام أنسجة المعدة بعد الجراحة.
اعراض التسريب بعد التكميم
توجد بعض الأعراض التي تُشير إلى احتمالية حدوث التسريب بعد التكميم، والتي تقتضي استشارة الطبيب فوريًا لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، ومن هذه الأعراض:
- تسرب السوائل: قد يلاحظ المريض تسرب السوائل من فتحة التكميم أو من خلال المنطقة الجراحية.
- الألم والضغط: قد يشعر المريض بآلام حادة في المعدة أو البطن، وقد يكون هذا الألم مصحوب بشعور بالضغط وانتفاخ البطن.
- الغثيان والقيء: يمكن أن يعاني المريض من الغثيان والقيء المستمر بعد العملية، وهو علامة على تسريب الحمض المعدي.
- الحمى والتورم: يُعد ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتورم المنطقة حو الجرح من اعراض التسريب بعد التكميم أيضًا.
- التهيج والاحمرار: قد يظهر التهيج والاحمرار حول جرح التكميم، وقد يكون ذلك ناتجًا عن تهيج الجلد أو وجود التهاب في المنطقة.
أنواع تسريب المعدة بعد عملية التكميم
قبل أن نتعرف على علاج التسريب سنتحدث عن أنواعه، وهي ثلاثة أنواع تعتمد على التوقيت الزمني بعد إجراء العملية.
التسريب المبكر يحدث بعد العملية من ١-٤ أيام، أما التسريب المتوسط فيحدث بعد ٥-٩ أيام من العملية، والتسريب المتأخر يكون بعد ١٠ أيام أو أكثر.
علاج التسريب بعد التكميم
علاج التسريب يعتمد على وقت حدوث التسريب ونوعه، شدة الحالة، وصحة المريض، إذ يضع الطبيب خطة علاجية تعتمد على هذه العوامل، ومن طرق العلاج:
١- علاج التسريب المبكر
يُمكن علاج تسريب المعدة الذي يظهر بعد الجراحة مباشرة عن طريق:
- استخدام المنظار الجراحي الاستكشافي: يدخل الطبيب منظارًا جراحيًا رفيعًا من خلال شقٍ صغيرٍ في البطن للكشف عن مكان التسريب بدقة، ثم إغلاقه من خلال الخياطة الدقيقة.
- وضع أنبوب تغذية: يضع الطبيب أنبوبًا رفيعًا للمريض من الأنف إلى الأمعاء الدقيقة؛ لتوفير التغذية اللازمة له خلال فترة التعافي.
- وصف المضادات الحيوية: يُسهم المُضاد الحيوي في مكافحة العدوى ومنع انتشارها.
٢- علاج التسريب المتوسط
أما عن حالات التسريب المتوسط، يُعالجها الأطباء عبر:
- تصريف السائل المُتسرب من خلال أنبوب تصريف يُوضع في منطقة الجرح.
- استخدام الدعامات في بعض الحالات؛ للمساعدة في إغلاق التسريب ومنع انتقال العصارة الهاضمة إلى البطن.
٣- العلاج الجراحي في الحالات المتقدمة
يُجري الطبيب عملية جراحية لغسل وتنظيف مكان الجراحة من التسريب، ويُعالج التسريب من خلال إعادة خياطة الجرح بإحكام.
متى يزول خطر التسريب بعد التكميم؟
خطر التسريب بعد عملية تكميم المعدة يختلف من شخص لآخر ويعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك التاريخ الطبي للحالة وكيفية استجابتها للعملية ومدى الامتثال لتوجيهات الرعاية ما بعد العملية.
عمومًا، يمكن أن يتراوح خطر التسريب إلى عدة أشهر بعد العملية، وعادة ما يكون خطر التسريب أكبر في الأشهر الأولى، حيث يكون الجسم لا يزال يتكيف مع التغييرات الجذرية التي طرأت على المعدة.
تختفي هذه المخاطر عادة مع مرور الوقت، خاصة مع الالتزام بتعليمات الطبيب والمتابعة الدورية وإجراء الفحوصات، وتتناقص فرصة التسريب تدريجيًا عندما يبدأ المريض بتناول الأطعمة الصلبة بعد حوالي شهر ونصف إلى شهرين من إجراء العملية.
الوقاية من التسريب بعد التكميم
لتجنب خطر حدوث التسريب بعد التكميم، يجب اتباع النصائح التالية:
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول وجبات صغيرة ومتكررة يساعد في تقليل الضغط على المعدة ويقلل من خطر التسريب.
- شرب السوائل ببطء: ابتلاع السوائل بسرعة قد يسبب ضغطًا زائدًا على المعدة، لذا ينبغي ارتشافها شيئًا فشيئًا حتى التماثل للشفاء.
- ممارسة الرياضة بانتظام: يساعد ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة -حسب إرشادات الطبيب- على تعزيز عملية الهضم والتقليل من فرص التسريب.
- الالتزام بتعليمات الطبيب: من المهم الالتزام بتوجيهات الطبيب المعالج بعد العملية، بما في ذلك تناول الأدوية بانتظام والمتابعة المنتظمة للفحوصات والمواعيد الطبية.
- الإقلاع عن التدخين: يزيد التدخين من خطر التسريب والمضاعفات الأخرى بعد التكميم، لذا ينبغي للخاضعين للجراحة التوقف عن التدخين حتى انتهاء فترة التعافي، كما ينصح بالإقلاع عنه تمامًا للحفاظ على الصحة العامة.
- المتابعة الدورية: من المهم القيام بالمتابعة الدورية مع الفريق الطبي المعالج لتقييم عملية التماثل للشفاء، ومعالجة أي مشاكل قد تظهر مبكرًا، وتقديم النصائح والدعم اللازم للحفاظ على صحة جيدة بعد العملية.
ختامًا…
التسريب بعد عملية التكميم يمكن أن يكون من المضاعفات الخطيرة؛ لذا من الضروري فهم أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه، والالتزام بتوجيهات الطبيب لضمان التعافي السليم بأمان بعد العملية.
لمعرفة معلومات أكثر حول عملية التكميم والحصول على استشارة طبية متخصصة تواصل مع الدكتور خالد الزهراني عبر الموقع الإلكتروني.
احصل على استشارة الدكتور خالد الزهراني -استشاري جراحة السمنة والجهاز الهضمي العلوي بالمستشفى السعودي الألماني بمكة المكرمة-، عبر التواصل معنا من خلال الأرقام الموضحة بالموقع الإلكتروني أو عبر الواتساب.