مضاعفات السمنة قد تدفع كثير من مرضاها إلى التغلب على مخاوفهم من الجراحات والشروع في رحلتهم معها لخسارة الوزن، ولكن قد تصيبهم خيبات الأمل من رفض الطبيب إجراء العملية لهم بسبب إصابتهم بعض المشكلات مثل ارتجاع المريء.
تُرى هل يتعارض ارتجاع المريء مع جراحات السمنة؟ وما الحلول المتاحة حينئذ للعلاج وخسارة الوزن في آن واحد؟ هذا ما نتناوله تفصيلًا من خلال نقاشنا في هذا المقال.
السمنة وارتجاع المريء صديقان متلازمان
عادة ما يكون مرضى السمنة أكثر عرضة للإصابة بارتجاع المريء، ويرجع ذلك إلى أمرين أساسيين، هما:
- تراكم قدر كبير من الدهون بمنطقة البطن، مما يضغط على المعدة ويتسبب في ارتفاع جزء منها إلى القفص الصدري، وارتجاع العصارة الحمضية إلى المريء مسببة أعراضًا مزعجة.
- اتباع مريض السمنة بعض العادات الغذائية السيئة، مثل تناول قدر كبير من الأكل الدسم والاستلقاء أو النوم مباشرة بعد تناول الطعام، ما قد يدفع محتويات المعدة وعصارتها للارتداد مرة أخرى إلى المريء.
لذلك نجد أن السمنة المفرطة وارتجاع المريء صديقين متلازمين لدى فئة لا بأس بها من مرضى السمنة.
وقد تدفع أعراض ارتجاع المريء كثيرًا من المرضى إلى الخضوع لجراحات السمنة للتخلص من تلك المضاعفات المزعجة، لكن تفاجئهم قرارات جراحي السمنة بوجود بعض القيود على إقدامهم على هذا الأمر.
تعرف على: انواع جراحات السمنة
هل يتعارض ارتجاع المريء مع جراحات السمنة؟
نعم يوجد تعارض بين ارتجاع المريء وبعض جراحات السمنة مثل عملية التكميم، لكن ليس في جميع الحالات، فالأمر متوقف على السبب الأساسي وراء إصابته بالارتجاع، لذا ينبغي قبل الجراحة إخضاع المريض لفحوصات هامة لعل أهمها:
- منظار المعدة ،للكشف عن حالة المريء والمعدة من الداخل ووضع العضلة العاصرة التي تتحكم في مرور الطعام والعصارة من المريء إلى المعدة والعكس.
- التصوير المعدة والمريء بالأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد التي تكشف بدقة هل يوجد أي فتق بسيط في الحجاب الحاجز.
وبحسب نتائج هذه الفحوصات يتمكن جراح السمنة من تقييم حالة المريض، ومن ثم اختيار الجراحة المناسبة له.
ونستنبط مما سبق إجابتنا عن السؤال “هل يتعارض ارتجاع المريء مع جراحات السمنة؟” بأن ارتجاع المريء قد يفرض بعض القيود على أنواع معينة من جراحات السمنة، لكنه لا يمنع المريض من الخضوع لها تمامًا.
كيف لجراحات السمنة أن تؤتي ثمارها في خسارة الوزن وعلاج ارتجاع المريء؟
قبل أن نتحدث تفصيلًا عن جراحات السمنة المناسبة لمرضى ارتجاع المريء، دعونا نتطرق إلى أهم القيود أو العوائق التي تواجه جراحي السمنة عند اختيار الجراحة المناسبة لمرضى ارتجاع المريء:
- عدم مناسبة عملية تكميم المعدة لمرضى ارتجاع المريء الناتج عن فتق الحجاب الحاجز، وذلك لأن التغيرات التي تحدث في شكل المعدة حينئذ تزيد الضغط داخلها وقد يتسبب ذلك في زيادة حجم الفتق وتفاقم أعراض الارتجاع.
- تسبب عملية تكميم المعدة في ضعف العضلة العاصرة السفلية للمريء، وزيادة الضغط الواقع عليها، بالتالي تتفاقم أعراض ارتجاع المريء لدى بعض المرضى بعد العملية.
وتضع هذه القيود جراح السمنة أمام خيار واحد هو عملية تحويل المسار.
دور عملية تحويل المسار الكلاسيكي في علاج ارتجاع المريء
تُعد عملية تحويل المسار الكلاسيكي خيارًا مثاليًا لمرضى ارتجاع المريء الراغبين في خسارة الوزن، خاصة مَن لا يعانون فتقًا في الحجاب الحاجز.
وتعتمد فكرة هذه العملية على فصل الجزء العلوي من المعدة وتوصيله بجزء من الأمعاء على بعد متر ونصف من بدايتها، بالتالي يقل امتصاص السكريات وفي نفس الوقت ينخفض الضغط الواقع على المعدة والعضلة العاصرة السفلية، ويمتزج الحمض المعدي مع محتويات الطعام وتتحسن أعراض الارتجاع.
وهو ما أثبتته إحدى الدراسات التي أجراها الباحثون على مرضى الارتجاع عام 2020، فقد وجدوا أن الأعراض تحسنت لدى 94% من المشاركين بالدراسة بعد خضوعهم لعملية تحويل المسار بنحو 9 أشهر.
متى تصلح عملية التكميم لمرضى ارتجاع المريء؟
يمكن لمرضى ارتجاع المريء الناتج عن فتق الحجاب الحاجز الخضوع لعملية تكميم المعدة بعد إصلاح الفتق، حتى لا تتفاقم الأعراض بعد الخضوع لها.
بهذه الطريقة يستطيع المريض التخلص من الوزن الزائد والتعافي من ارتجاع المريء بأمان دون مضاعفات.
لعلك تسأل الآن عزيزي القاريء ما التصرف المناسب عند ظهور أعراض الارتجاع بعد الخضوع لجراحات السمنة؟
الخبرة والتمرس تجنبك رحلات العلاج الطويلة
إن اختيار الطبيب الخبير والمتمرس في جراحات السمنة ومناظير الجهاز الهضمي، لا يُعرضك إلى مضاعفات ما بعد العمليات الجراحية، إذ يحرص على دراسة حالتك بصورة دقيقة وبعين خبيرة تمكنه من اكتشاف كافة المشكلات التي تتعارض مع نتائج جراحات السمنة، والتعامل معها باحترافية قبل إخضاعك لجراحة السمنة المختارة.
لذلك ننصحك عزيزي القارئ بتحري الدقة والتقصي عن خبرات وسابقة أعمال جراح السمنة الذي تنوي الخضوع لإحدى جراحات السمنة على يديه.
بهذا القدر عزيزي القاريء نكون قد أجبنا تفصيلًا عن سؤال “هل يتعارض ارتجاع المريء مع جراحات السمنة؟”، وإذا رغبت في معرفة مزيد من التفاصيل عن النظام الغذائي لمرضى ارتجاع المريء بعد جراحات السمنة يمكنكم زيارة الدكتور خالد الزهراني استشاري جراحة السمنة والجهاز الهضمي العلوي بالمستشفى السعودي الألماني بمكة المكرمة.
احصل على استشارة الدكتور خالد الزهراني -استشاري جراحة السمنة والجهاز الهضمي العلوي بالمستشفى السعودي الألماني بمكة المكرمة-، عبر التواصل معنا من خلال الأرقام الموضحة بالموقع الإلكتروني أو عبر الواتساب.